كوفند, 23 عام, من سوريا مقيمة في إقليم كردستان العراق منذ 2012. ماجستير في القانون العام بدعم من منحة HOPES المموّلة من الصندوق الإئتماني للإتحاد الأوروبي ’صندوق مدد’ في جامعة صلاح الدين
“أنتمي لعائلة مؤلفة من ثلاثة عشر فرد. وكون أسرتي كبيرة, لم تكن كلّ الأمور متوفرة لنا. ولعلّه السبب الرئيسي لحبّي للعلم ورغبتي بالحصول على شهادة رفيعة وبالتالي حياة مرفهة. خلال دراستي البكالوريا, بدأت الكارثة وواجهنا ظروفاً سيئة, و قام أبي بالفرار إلى إقليم كردستان العراق كلاجئ سياسي . لهذه الأسباب لم اتمكن بعد نجاحي في البكالوريا أن أكمل تعليمي في الجامعات السورية, لذا كغيرنا من السوريين لجأنا الى إقليم كردستان العراق. بعد الإنتهاء من الأوراق المطلوبة والتسجيل في الجامعة في إربيل, طلبت من والدي عدم مرافقتي في أول يوم جامعي. لم أرد أن يرى إبنته القوية في لحظة ضعفها.
أذكر أنني عندما كنت أمشي في ساحة الكلية لأول مرة في إربيل متجهة نحو المجهول, بدأت بالبكاء. خلال تلك الدقائق القليلة استرجعت فيها سنواتي الماضية, حلمي بالدراسة في جامعة دمشق, أحاديثي مع أصدقائي عن الجامعة وكيف سنكون سوياً ,حتى توزيع المهام فيما بيننا في السكن الجامعي وتحدثنا عن كل شيء ولكن لم نكن نعلم أنّ القدر سيقوم بتفريقنا. تلك الساحة, ساحة الجامعة, تحوّلت إلى كيلومترات من كثرة التفكير واسترجاع الذكريات ولم أكن أرى أمامي من كثرة الدموع. كنت أتسائل أين سأذهب, لا أعرف أحد, والأصعب لا أعرف لهجتهم, كنت خائفة جداً, وكأنني أتيت إلى الغابة. لم يفهم أي من الطلاب الذين قابلتهم اللغة العربية.بعدها بعدة أيام كان علي ان اذهب الى السكن الجامعي لعدم وجود مكان اقامة لنا وكان الرعب الأكبر بالنسبة لي. حيث لا أعرف أحد ولا أفهم على أحد. بقيت يوماً كاملاً من دون طعام وشراب. لم يقترب مني أحد أو لم يستقبلني أحد. لم أستطع النوم ليلتها, وكنت خائفة من الجميع فجميعهم غرباء بالنسبة لي. بعدها تقربت من الفتيات شيئاً فشيئاً وزالت الحواجز. قوة إرادتي وتمسّكي ليس بالنجاح بل بالتفوق. ليس لذاتي فقط ,أنا أمثل جميع السوريات , وأتمنى أن يتشجع الكثير من الطالبات عندما تسمعن عن قصتي. سترين أنّ لا شيء مستحيل ومن الممكن تجاوز الصعوبات.
أحلامي لم تتوقف ,أحلامي ليس لها حدود.
حالياً أنا في مرحلة إعداد الرسالة التي هي بعنوان “المركز القانوني لللاجئ السياسي” دراسة في إطار الإتفاقات الدولية.
قمت بإختيار هذا الموضوع للإظهار وضع اللاجئين ,حقوقهم ,واجباتهم ووضعهم القانوني. فكل الشكر لمنحة HOPES, التي أبكتني وأبكت والديّ من شدة الفرح. منحة HOPES التي حققت ما عشته في الخيال, منحة HOPES التي حوّلت أحلامي إلى واقع. أطمح أن أدرس في المستقبل اللغة الإنجليزية في إحدى الجامعات, وتحويل رسالتي الى كتاب. كما أطمح لإكمال الدكتوراة وأتمنى ان أجد منحة,ليكتمل حلمي, علني أنسى ما عشته وأعوّض ما فقدته. فشكراً للحاجة التي جعلتني أعشق الشهادة, شكراً للحاجة التي اعطتني قوة الإرادة , شكراً للحاجة التي رسمت لي السعاة. قوة إرادتي وتمسّكي ليس بالنجاح بل بالتفوق. ليس لذاتي فقط ,أنا أمثل جميع السوريات , وأتمنى أن يتشجع الكثير من الطالبات عندما تسمعن عن قصتي. سترين أنّ لا شيء مستحيل ومن الممكن تجاوز الصعوبات.”