X

نايف السيد

نايف, 23 عام, من سوريا, مقيم في الأردن منذ 27 تموز2015. بكالوريوس صيدلة بدعم من منحة HOPES المموّلة من الصندوق الإئتماني للإتحاد الأوروبي ’صندوق مدد’ في جامعة الإسراء

“لقد ولدت وعشت وسط عائلة كبيرة حتى سن ال 18. لم التق بعائلتي منذ 6 سنوات بسبب الحروب والأزمات في بلدي وبسبب الظروف القاسية ولكن التكنولوجيا جعلت العالم الكبير قرية صغيرة فأنا على تواصل دائم معهم. في كل صباح, أسمع دعواتهم وفي كل مساء نتشارك الاحاديث عما حصل معنا خلال اليوم. نعم هذا الأمر يحزنني ولكنني تعلمت الكثير في هذه الغربة وواجهت الكثير وأصبحت أكثر خبرة وأكثر قوة. إخترت هذا الاختصاص بالتحديد علماً أنّني في البداية لم أرغب بدراسة الصيدلة وكانت أحلامي وأهدافي وطموحاتي عكس ذلك ولكن لم يوافقني الحظ فيما كنت أتمناه وأحلم به وهو دراسة الطب البشري بدلاً من الصيدلة. دخلت هذا التخصص بناءً على رغبة أهلي ولكن مع الدراسة وحضور المحاضرات تعرفت على الصيدلة أكثر وبدأت ادرسها بشغف وجد واستطعت النجاح في هذا الإختصاص.

بدأت الصعوبات خلال مرحلة الثانوية عندما تقدمت للحصول على الشهادة وبدأت الحرب في بلدي. كنت أعيش في قرية صغيرة ولم يوجد أي اهتمام بطلاب المدارس. كان المنهج جديد واضطررت أن أدرس لوحدي دون أي معاهد أو دورات. بعدها انتقلت لدراسة الصيدلة في اليمن وأيضا بدأت الحروب في اليمن وانتقلت لأكمل دراستي في الأردن وواجهت الكثير من الصعوبات ووجدت الكثير من الفروق ما بين اليمن والأردن من حيث المنهاج وطريقة التدريس والمحاضرات والطلاب. قد ساعدني هذا المشروع كثيراً لاستكمال دراستي حيث جاء في أصعب الأوقات بالنسبة لي وكل الشكر لكل من ساهم في أطلاق مشروع HOPES. كنت أشعر بأن أقاربي وكل من حولي والجميع كانوا يعتقدون بأنني سأفشل بدراستي ولن أنجح ولكن تحدَيت نفسي وتحديت الجميع ولم أفشل. نجحت بهذا التخصص وأثبتت لنفسي وللجميع أنني أنسان ناجح وليس للفشل مكان في حياتي. أريد في المستقبل أن أكمل دراساتي العليا، ماجستير ثم دكتوراة وأن أفيد الناس من خلال المعرفة الذي حصلت عليها وان يكون لدي مصنع للأدوية. رسالتي إلى الطلاب الذين يعانون من نفس التحديات هي أنَ طريق النجاح ليس سهلاً لذلك يجب أن تجتهدوا وتتعبوا وألا تستسلموا مهما كانت الظروف صعبة أو قاسية ومهما كانت الصعوبات والتحديات كبيرة فأنتم أقوى منها والذي خلق الطريق الصعب قد خلق فيكم القوة على اجتيازه.”