X

ولاء أبازيد

ولاء, 30 عام, من سوريا مقيمة في الأردن منذ 2013. ماجستير في اللغة العربية وآدابها, أدب ونقد بدعم من منحة HOPES المموّلة من الصندوق الإئتماني للإتحاد الأوروبي ’صندوق مدد’ في الجامعة الهاشمية

“ولدت في سوريا عام 1989. توفي والدي وأنا في الرابعة عشرة من عمري، لدي أمي واثنين من الأخوة الذكور، واثنتين من الأخوات الإناث. درست الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينتي، مدينة درعا، ولطالما تفوّقت في دراستي. دخلت أدب اللغة العربية وتخرجت من جامعة دمشق، وانتقلت بعد ذلك إلى الأردن. شغفي في تعلم اللغات هو الدافع الأول لدراسة اللغة العربية، ودراسة غيرها في المستقبل، فضلاً عن حبي للكتابة باللغة العربية، وتعرّف خصائص اللغة وميّزاتها. شاركت في عدد من الأعمال التطوعيّة، منها تعليم أطفال بين 5 سنوات و12 سنة، في مركز أيتام ، خلال البرنامج الصيفي، وتطوعت في مركز آفاق للتنمية ومساعدة الطلاب السوريين في دراستهم، والتطوع في تصحيح أوراقهم الامتحانية في مرحلة الشهادة الثانوية. اليوم أصبحت أكثر إصراراً لإكمال تعليمي وتحقيق حلمي بالوصول إلى الدكتوراة، والعمل على رفع مستوى التعليم سواء في وطني أو في الوطن المضيف، ولن أتخلى عن ذلك مهما واجهت من المصاعب.

أهم الصعوبات التي واجهتني كانت الدخل المالي ولا سيما بعد انتقالي إلى الأردن، وصعوبة تأمين أوراقي الجامعية المطلوبة، وتصديقها، وعدم تمكني من العمل في أغلب الأحيان، والوقت الكبير، والطاقة الكبيرة التي كانت بداخلي، لكن للأسف لم أجد فرصة مناسبة لاستثمارهما، وخلال دراستي للماجستير, كان بعد جامعتي عن المدينة التي أسكن فيها أمراً بالغ الصعوبة، ولا سيما في فصل الشتاء، وخطورة الطريق، إذ أحتاج ما يقارب ثلاث ساعات من بيتي إلى الجامعة، وثلاث ساعات للعودة، فكان الطريق شاقاً، إضافة إلى صعوبة الحصول على بعض المراجع من اجل الدراسة، فأضطر أحياناً للسفر من مدينة لمدينة بحثاً عن كتاب محدد. ولطالما أحببت اللغة الإنجليزية منذ صغري. وكان مضي الوقت يؤلمني، فلم يكن بمقدوري متابعة دراستي في الأردن بسبب التكلفة العالية للدراسة فيها، ولم يكن بإمكان عائلتي مساعدتي في ذلك الأمر، فاتّجهت إلى متابعة المنح الدراسية العالمية، في سبيل حصولي على فرصة لمتابعة دراستي عن طريقها. ركزت في نفس الفترة على لغتي الإنجليزية، فحاولت تحسين مستواي فيها، عن طريق الإلتحاق بدورات اللغة HEEAP ضمن برنامج HOPES. قد كانت تجربة رائعة. حصلت بعد ذلك على منحة HOPES لدراسة الماجستير. وقد كانت الأعمال التطوعية والدورات اللغوية والتدريبية التي تعلمتها خلال فترة الأربع سنوات الأولى من إقامتي في الأردن، كفيلة برفع فرصتي للحصول على منحة الماجستير، فضلاً عن معدلي الجامعي وتوفر الأوراق اللازمة، وها أنا اليوم على أعتاب التخرج.

أطمح لتعلم لغة جديدة كالفرنسية مثلاً، والعمل على تأسيس أو المشاركة في تأسيس منظمة للأعمال التطوعية، وهو واحد من أهم طموحاتي، والمشاركة في إعادة رفع سوية التعليم العالي في بلدي الحبيب سوريا، فأنا أولاً وآخراً أتعلّم لأُعلّم. قدّم لي مشروع  HOPES أفضل فرصة لدراسة الماجستير في الأردن، فلم أكن مضطرة للسفر مثلاً، أو الابتعاد عن عائلتي. شعوري بأن هناك داعم لي يقف خلفي، كان يعطيني الكثير من الراحة والقوّة أيضاً. فلم تكن التكلفة المالية لدراستي تشغلني مثلاً، وهذا ما جعلني أتجّه بكل اهتمامي صوب دراستي لأعطي أفضل النتائج، لنفسي أولاً، ولهذا المشروع الرائع، الذي وضع أمله فيّ ليستثمره ثانياً. شعوري بأني أستطيع مراجعة فريق عمل مشروع  HOPES للحصول على المساعدة عند أي مشكلة يمكن أن تواجهني في الجامعة، كان يعطيني طمأنينة وارفة بأني محمية. اللقاءات الدورية التي كانت تعقد من قبل إدارة المشروع كانت قيّمة فعلاً ومفيدة؛ إذ كانت تكسر الحواجز بين الطلاب وإدارة المشروع، فضلاً عن عرض المشاكل والصعوبات التي كانت تواجهنا بشكل عام، والاستفادة من تجارب بعضنا البعض، سواء بتجنب أخطاء وقع فيها بعض الطلاب، أو في إرشادنا نحو تجربة مفيدة يمكن ان نستفيد منها. إلى كل من يملك حلماً أو هدفاً، أقول لك لا تيأس، فهناك دائماً فرصة قادمة، لكن في نفس الوقت عليك ألا تتوقف بانتظار فرصة الأحلام، فقد تتأخر، لذلك يجب أن تعمل على تطوير ذاتك بالسبل الممكنة، لا تتكاسل، اعمل بجد، تطوّع، فالأعمال التطوعية كانت من أجمل التجارب التي اشتركت فيها، حاول رفع مستوى امكانياتك اللغوية والاجتماعية التواصلية ومهاراتك في تخصصك، لتضمن لنفسك فرصة جيدة وليس فرصة عادية، وفي النهاية أنت من يصنع فرصتك بيدك.”